شهدت الارجنتين بين عام 1977 و1982 فترة من الانتهكات الجسيمة لحقوق الانسان من قبل الدكتاتورية العسكرية.
وثقت اللجنة الوطنية لكشف الحقيقة بين 30 الف مختفي قسريا. كما تم اختفاء 400 طفل حيث كانت الدولة تخطف الاطفال من الاهالي المعتقلين او من الامهات التي خلفت في السجن وتغير هوياتهم وتعطيهم لاهالي من المموالين للحكم.
قامت امهات وجدات المختفيين بالنضال من اجل كشف مصير ذويهم واستخدموا استراتجيات مختلفة لتحقيق العدالة، وكشف الحقيقة وتخليد الذكرى.
في عاصمة الارجنتين، وفي مدن اخرى، تم تحويل مراكز اجتجاز خلال الدكتاتورية العسكرية، او كما يسموها الارجنتيين “ارهاب الدولة”، الى متاحف لتحكي قصص الضحايا ونضال اهاليهم.
احدى هذه المتاحف متحف “ايسما” وهي كانت مدرسة حربية تم تحويلها الى مكان احتجاز سري تم اعتقلال وتعذيب فيه حوالي 5000 شخص، خرج منه 200 شخص حياً.
في المتحف عروض عن اساليب التعذيب التي تعرض لها المتعقلين وظروف الاحتجاز وفي نفس المكان هناك عروض من مشاهد للمحاكمات لهذه الجرائم: من شهدات الضحايا ومن القضاء الذين أدانوا المسؤولين.
وايضا عروض عن كيف نظمت الاهالي نفسها للبحث عن اولادهم واحفادهم.
اولا كان يتجمعون اسبوعيا للمطالبة باولادهم امام مقر رئيس الارجنتين (كاسا روسادا). كانوا يتحققون من مكان اولادهم ويتواصلون بشفرات سرية.
بعد انتهاء الدكتاتورية، شنوا حملة من الاجل البحث عن احفادهم. ناشدوا المنظمات الدولية التي ساعدتهم على انشاء بنك DNA و داروا حملت توعية بالقضية شملت انشاء خط ساخن، دعاية في ملاعب الكرة وحفلات موسيقى تجمع فيها اكثر من 50 الف شاب وشابة.
كما تم انشاء هيئة وطنية للبحث عن الاحفاد ويقى البحث جاري. حتى مارس 2016، تم التعرف عن مصير 119 حفيد وحفيدة من اصل 400 تم تغيير هوياتهم.
بالرغم من مأساة الانتهاكات التي جرت في الارجنتين ولكن قصة نضال الاهالي ونجاحهم في تحقيق ال “Nunca Mas!” وهي عبارة معناها “لن يحدث مرة اخرى”، تعطي الأمل لكل الاهالي والشعوب التي تبحث وتحلم بالعدالة.
قمع الأجسام
“قمعت الدكتاتورية الجسم الفردي والجماعي فحيث قامت
من ناحية بقمعه من خلال منعه من الحركة وشله وابقائه في المجال الخاص من خلال عبارت “الصمت صحة” “لا تتدخل” “ممنوع…”.
ومن ناحية أخرى، قامت بفعل العكس تماما حين حوالت تعبئته وتحفيذه للمشاركة في مشروع “إعادة التنظيم” من خلال عبارات “لكل مواطن دور في الحرب” “عارف اين ابنك؟” “الحماية هي الحب” حيث كان الجسم في نفس الوقت وكيل وكيان للتحكم الديكتاتوري”.
Leave a comment